تتميز دولة الكويت بموقعها الاستراتيجي ما بين بلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية والذي جعلها محطة اتصال بين مختلف الحضارات عبر العصور وموقعاً هاماً لمواطن الحضارات القديمة.

استناداً إلى الاكتشافات الأثرية المتواصلة منذ عام1957 إلى يومنا هذا، كان هناك تسلسل حضاري على أرض الكويت حيث توالت عليها الحضارات قبل نشأتها ككيان مستقل منذ العصور الحجرية ومروراً بالعصر البرونزي ومن ثم العصر الهيلينستي وتلاه عصور ما قبل الإسلام والتي امتدت إلى العصور الإسلامية وصولاً إلى نشأة دولة الكويت الحديثة.

تعرضت شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن السابع عشر إلى موجة من الجفاف والقحط مما دعا مجموعة من الأُسر من أهمها أسرة آل صباح وآل خليفة وآل جلاهمة إلى النزوح من الهدَّار في (نجد) بحثاً عن موطن جديد يوفر لهم حياة أفضل. وقد أطلق على هذه الجماعة المهاجرة اسم "العتوب" أي عتب وانتقل من مكان إلى آخر. ارتحلت هذه الأُسر من منطقة الهدَّار في نجد وسط الجزيرة العربية مروراً بطريق الإحساء ونزلوا في الزبارة (قطر) ومكثوا فيها فترة لا تقل عن خمسين سنة، اكتسبوا خلالها المهارات البحرية، ثم غادر العتوب تلك البلدة على متن أسطول بحري يتألف من حوالي (150) سفينة، واتجهوا إلى (المخراق) في شمال الخليج العربي على مشارف (البصرة) وذلك في عام 1701م. ثم أبحروا إلى (الصِبِّية) الواقعة على الساحل الشمالي لجون الكويت، وسرعان ما أدركوا أهمية هذه المنطقة فاستقروا في (القرين)، التي كانت مرفأً تجارياً وبلدة لصيد الأسماك وقد نمت واتسعت وعرفت فيما بعد باسم (الكويت) وهي تصغير من كلمة (كوت) وهو "القلعة أو الحصن"، وبعد استقرار العتوب في (القرين) فترة من الزمن بدأوا بتكوين حلف ثلاثي عام 1716م بين الأُسر الثلاث الرئيسية وهم بنو صباح ويرأسها سليمان بن أحمد الذي تولى مهام الحكم، وتولى الشئون البحرية بنو جلاهمة برئاسة جابر العتبي، وبنو خليفة ويرأسهم خليفة بن محمد الذين تولوا الشئون التجارية، وفي عام 1718م بعد وفاة الشيخ سليمان بن أحمد، بايع أهالي القرين (الكويت) حفيده الشيخ صباح بن جابر بن سليمان بن أحمد من آل شملان من فخذ جميلة أحد أفخاذ قبيلة عنزة المنحدرة من أسد أحد قبائل ربيعة العدنانية ليكون أول حاكم لها إذ يذكر أن والده الشيخ جابر قد تُوفيَ في الزبارة.